أصول الفقه
حول الدورة
مادة في أصول الفقه من خلال شرح كتاب معرفة أنواع علوم الحديث- مقدمة ابن الصلاح خاصة بدبلوم الدراسات الإسلامية يدرس فيه
أشهر ما ألف في علوم الحديث، وأحسنها جمعاً وأكثرها نفعاً وأعظمها وقعاً، كما قال البلقيني في كتابه (محاسن الاصطلاح) . وعنوان الكتاب كما سماه ابن الصلاح: (أنواع علوم الحديث) وقد جرى الحفاظ على تسميته بمقدمة ابن الصلاح لأن علوم الحديث قد اختص كل علم منها بمصنفات مفردة، فجاء ابن الصلاح واستصفى خلاصلاتها وقدمها في كتاب واحد قال الحافظ ابن حجر: «واعتنى فيه بتصانيف الخطيب البغدادي المتفرقة، فجمع شتات مقاصدها، وضم إليها من غيرها نخباً وفوائد، فاجتمع في كتابه ما تفرق في غيره، فلهذا عكف الناس عليه، وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض له ومنتصر» . وضع ابن الصلاح كتابه هذا وقد تقدمت به السن، وراعى في تصنيفه الأناة والتبصر، فأملاه في مجالس كثيرة، تخللتها فترات، ففي بعض النسخ أنه فرغ من إملائه آخر المحرم سنة (634هـ) بدار الحديث الأشرفية، في مجالس أولها يوم الجمعة 7/ رمضان/ 630هـ، وكان ابن الصلاح أول من حدث في دار الحديث هذه. وفي مقدمته قوله في علم الحديث: (فحين كاد الباحث عن مشكله لا يلفي له كاشفاً، والسائل عن علمه لا يلقى به عارفاً، منَّ الله الكريم تبارك وتعالى عليَّ (وله الحمد أجمع) بكتاب معرفة أنواع الحديث، هذا الذي باح بأسراره الخفية، وكشف عن مشكلاته الأبية) ثم سرد مضامين الكتاب، فذكر (65) نوعاً من علوم الحديث. ولكنه لم يرتبه على نظام معين، فتراه يبحث في نوع يتعلق بالسند مثلاً، ثم ينتقل إلى نوع يتعلق بالمتن، أو بهما معاً، وقد نبه العلماء على هذا، وعلل البقاعي ذلك بأن ابن الصلاح أملى كتابه إملاء، وكتبه عنه جمع غفير، ولما سئل في ترتيبه أبى، ليحفظ قلوب أصحاب النسخ التي نقلت من إملائه. ومع ذلك جعله الحفاظ قدوة لهم في ترتيب علوم الحديث. وقد وضعت عليه تآلبف جمة، منها: (التقييد والإيضاح لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح: ط) للحافظ العراقي و (النكت على كتاب ابن الصلاح: ط) للحافظ ابن حجر، و (ألفية الحديث: ط) للسيوطي، نظم بها مقدمة ابن الصلاح، و (ألفية الحافظ العراقي (ت806هـ) ضمنها كتاب ابن الصلاح وزاد مسائل نافعة، و (الشذى الفياح من علوم ابن الصلاح: ط) للأبناسي (ت 803هـ) وغير ذلك كثير. طبع الكتاب مرات كثرة، أولها في الهند (1304هـ) . وأجودها: نشرة د. عائشة عبد الرحمن (1974م) وهي نشرة ضخمة، تقع في (1053) صفحة، ضمت إليه كتاب (محاسن الاصطلاح) للبلقيني، و (نظم محاسن الاصطلاح) لابن حبيب، وأمالي لم تنشر لابن الصلاح.